يطلق على مرض التوحد أحيانا “الذاتوية”، ويعد اضطراب التوحد من الاضطرابات التي تسبب إعاقة للطفل ويحمل الأهل والمجتمع الكثير من الأعباء.
ويعرف التوحد بأنه اضطراب نمائي يصيب الأطفال في السنين الأولى من العمر ويتميز بتأخر ملحوظ في نمو مهارات التواصل ويتضمن ذلك نمو اللغة المنطوقة والتواصل غير اللفظي والتواصل البصري، والمهارات الاجتماعية اللازمة لعمل علاقات مع الآخرين ، ونسبة انتشاره حسب التقديرات العالمية تتراوح بين 5-15 حالة بين كل 10000 طفل.
الأعراض والتشخيص
يعتمد التشخيص على عدد معين من الأعراض يسجلها الطبيب المختص بالأمراض النفسية من خلال ضعف الناحية الاجتماعية “لا يوجد تواصل لغوي” السلوك المتكرر، ويبدي الطفل عجزاً نوعيا في تواصله الاجتماعي مع الآخرين، والذي يتضمن عدم القدرة على استخدام السلوكيات غير اللفظية المناسبة للموقف.
وكذلك تجنب التواصل البصري واستخدام تعبيرات وجه غير مناسبة للموقف، وعدم القدرة على تطوير أو إقامة علاقة مع أقرانه من الأطفال، مع سمات الانعزالية واللا مبالاة بالآخرين، مع البعد عن الألعاب الجماعية، ويفضلون عدم اللمس، أو المؤثرات العالية.
إضافة إلى العجز عن التواصل اللغوي مع الآخرين عبر اللغة المنطوقة، واستخدام كلمات متكررة، وعدم فهم الكلمات أو الأسئلة بسهولة، أو الرد على السؤال بنفس السؤال، أو تكرار آخر جزء من الجملة، مع استخدام لغة بقواعد غير صحيحة وتراكيب غير مفهومة مع الحديث عن أنفسهم بصيغة الشخص الثالث، إلى جانب ظهور نمط من السلوك الروتيني المتكرر، ويبدو ذلك من الأنشطة التي يتمسك بها طوال الوقت، ويصاب بنوبات غضب أو هياج حين تغيير النمط أو النظام المعتاد عليه.
كما يهتم ربما بحفظ معلومات متعمقة عن موضوعات معينة، وألبسة معينة، ويهتم بمكونات معينة مثل سلسلة مفاتيح، أربطة مطاطية، مكعبات، عجلات السيارة اللعبة، أوراق معينة من الشجرة، وغير ذلك من السلوكيات الغريبة، وربما يلجأ لسلوك مثل الاهتزاز للأمام والخلف باستمرار، أو وضع اليدين على الأذنين أو الضرب على اليدين، مع عدم الانتباه للخطر.
الأسباب
كما هي العادة في الاضطرابات النفسية يتم وضع الأسباب من خلال النظرية الحيوية السلوكية الاجتماعية.
الأسباب البيولوجية/ الحيوية
تأتي الأسباب الجينية في مقدمة العوامل التي تتسبب في المرض “تعزي الدراسات أن نسبة العوامل الوراثية تتسبب في حدوث 90% من الأعراض المرضية”، وذلك نتيجة وجود خلل في جين أو أكثر يؤثر بصورة مباشرة على ظهور المرض.
وتوجد مناطق في المخ لها تأثير مباشر في ظهور الأعراض مثل الفص الأمامي، والفص الصدغي، ويعود ذلك لتشوه بعض الخلايا العصبية في تلك المناطق وعدم قدرتها على أداء وظيفتها بالشكل الصحيح.
ويمكن أن يكون لظهور المرض ارتباط مباشر بالأمراض التي تصيب الأم أثناء فترة الحمل.
توجد نظرية خاصة باضطراب الأجسام المضادة ومهاجمتها للخلايا العصبية في الدماغ، وإن لم يثبت دورها حتى الآن.
الأسباب الاجتماعية/ السلوكية
تلعب البيئة والتنشئة والتفاعلات داخل الأسرة دورا هاما في تطور الأعراض لدى الأطفال إما بالإيجاب أو السلب..ولذلك دور هام جدا سيظهر في العلاج.
العلامات المنذرة للتوحد في أول سنتين من العمر
اختفاء الابتسامات العريضة أو تعابير الفرح الأخرى في عمر 6 أشهر ، ولا يتواصل بشكل جيد مع الأم ، وفي عمر 9 أشهر لا يشارك الأصوات والابتسامات أو تعبيرات الوجه المختلفة ؛ وفي عمر 12 شهر يفتقر إلى الاستجابة لاسمه ، وفي عمر 12 شهر لا وجود للكلمات المضغمة “كلام الأطفال” ، وفي عمر 12 شهر لا وجود للإيماءات، مثل الإشارة والعرض والوصول أو التلويح ، وفي عمر 16 شهر لا يتحدث بكلمات ، بينما في عمر 24 شهر لا وجود لعبارات من كلمتين ذات معنى، لا تتضمن تقليد أو ترديد.
العلاج:
الاكتشاف والتدخل المبكر هو حجر الأساس في العلاج، وكلما كان في سن مبكر، زادت فرصة الطفل الرضيع في الحصول على حياة أفضل نسبيا.
ويعد دور العلاجات الدوائية محدود جدا” ويقتصر على حالات معينة مثل اضطرابات النوم, إيذاء النفس أو الآخرين، الحركات النمطية.
ويمثل العلاج السلوكي التدخل الأساسي في علاج التوحد وتتعدد أساليبه وبرامجه، ويحتاج الطفل لعدد ساعات تدريبية تتراوح مابين 25 إلى 40 ساعة في الأسبوع.
تواصل مع خدمات أكفا التخصصية : https://acfaco.com/%d8%a7%d8%aa%d8%b5%d9%84/